شد البطن هو إجراء تجميلي يُستخدم لإزالة الجلد الزائد والدهون من منطقة البطن وشد العضلات الأساسية. لكنّ دوره لا يقتصر فقط على تحسين الشكل الجمالي؛ بل يؤثر أيضًا على الوظائف الجسدية، وأحد أبرز التأثيرات الإيجابية هو تحسين وضعية الجسم. فعضلات البطن المشدودة تلعب دورًا كبيرًا في دعم العمود الفقري وتوازن الجسم بشكل عام، ما ينعكس مباشرة على الوقوف والجلوس والمشي.
:العلاقة بين ترهل البطن وسوء الوضعية
عندما تضعف عضلات البطن، سواء بعد الحمل أو نتيجة عملية شد البطن في دبي الكبير. فقد الجذع قدرته على دعم العمود الفقري بشكل فعّال. هذا الضعف قد يؤدي إلى تقوس أسفل الظهر وظهور انحناءات غير طبيعية في العمود الفقري، ما يجعل الشخص يميل للأمام أو يترنح أثناء الوقوف. ومع تراكم الجلد والدهون في منطقة البطن، يزداد هذا الميل بشكل تلقائي، ويصبح الحفاظ على وضعية صحيحة أمرًا مرهقًا.
كيف يساعد شد البطن في استقامة العمود الفقري؟
في عملية شد البطن، يقوم الجراح بشد عضلات جدار البطن، خصوصًا عضلات الـ العضلة المستقيمة البطنية، التي قد تكون قد انفصلت أو تمددت بمرور الوقت . بعد شد هذه العضلات، تستعيد جدار البطن صلابته وقدرته على تثبيت العمود الفقري. مما يقلل من تقوس الظهر ويحسّن التوازن العام للجسم. هذا الدعم الداخلي يسهل المحافظة على الوقوف بوضع مستقيم دون جهد إضافي.
:التأثير الإيجابي على الحوض والجزء السفلي من الجسم
وضعية الجسم لا تقتصر فقط على الجزء العلوي؛ بل تتأثر بها مناطق متعددة مثل الحوض، الفخذين، والركبتين. فعند ضعف عضلات البطن، يميل الحوض إلى الأمام، ما يُحدث ضغطًا زائدًا على الظهر والساقين. لكن عند شد هذه العضلات، يعود الحوض إلى موضعه الطبيعي، ويتوزع الوزن بشكل متوازن على الجسم كله. هذا يؤدي إلى تخفيف الضغط على الركبتين والمفاصل الأخرى، ويجعل الحركة أكثر سلاسة.
:تقليل آلام أسفل الظهر وتحسين التوازن
الأشخاص الذين يعانون من ترهل البطن كثيرًا ما يشتكون من آلام مزمنة في أسفل الظهر. هذه الآلام ناتجة عن ضعف العضلات وفقدان التوازن العضلي بين البطن والظهر. عند إجراء شد البطن، يتم تقوية العضلات الأمامية، مما يقلل الضغط على عضلات الظهر التي كانت تقوم بعمل مضاعف لتعويض الضعف الأمامي. وبالتالي، يشعر المريض بتحسن في التوازن وتقليل واضح في الشعور بالألم.
:تحسين نمط المشي والحركة اليومية
وضعية الجسم الجيدة تنعكس مباشرة على أسلوب المشي والحركة. فبعد عملية شد البطن، يصبح من السهل على الشخص أن يحافظ على جسده في وضع معتدل أثناء المشي. ما يقلل من الإرهاق ويزيد من كفاءة الحركات اليومية مثل الانحناء، رفع الأشياء، أو حتى ممارسة التمارين. كما يُلاحظ تحسّن في الأداء الرياضي لدى البعض، بفضل زيادة استقرار المنطقة الوسطى من الجسم.
:استدامة النتائج وضرورة دعمها بالتمارين
من المهم إدراك أن شد البطن هو بداية لتحسين وضعية الجسم، وليس نهاية الطريق. فحتى تستمر هذه النتائج لفترة طويلة، يُنصح بدعمها بممارسة التمارين المناسبة لتقوية الجذع والعضلات الأساسية مثل تمارين البلانك، واليوغا، والتمارين الاستقرارية. الحفاظ على وزن صحي أيضًا يعدّ عاملًا حاسمًا في إبقاء النتائج فعالة ووضعية الجسم متوازنة ومستقيمة.
:التأثير النفسي لتحسين وضعية الجسم بعد شد البطن
لا يقتصر أثر تحسين وضعية الجسم بعد شد البطن على الفوائد الجسدية فقط، بل يمتد أيضًا ليشمل الصحة النفسية. الوقوف والمشي بوضعية مستقيمة يعطي إحساسًا أكبر بالثقة بالنفس، ويؤثر بشكل إيجابي على طريقة تفاعل الفرد مع من حوله. يشعر الكثيرون بعد العملية بأنهم أصبحوا أكثر توازنًا، ليس فقط جسديًا، بل نفسيًا كذلك. فالوضعية الجيدة تعطي انطباعًا بالحيوية والانضباط، مما يترك أثرًا إيجابيًا في الحياة الاجتماعية والمهنية.
:التحسينات طويلة المدى: كيف يدعم شد البطن صحة العمود الفقري
من المعروف أن أي انحراف طويل في وضعية العمود الفقري قد يؤدي إلى مشاكل مزمنة. مثل الانزلاق الغضروفي أو التهاب المفاصل. لذلك، فإن استعادة توازن الجذع بعد شد البطن يمكن أن يساهم في حماية العمود الفقري على المدى البعيد. هذا النوع من الدعم الهيكلي مهم بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من مشاكل في الظهر أو من اضطروا لتحمل أعباء جسدية متكررة مثل الحمل المتكرر أو العمل البدني المرهق. ومع تحسن الوضعية، يصبح العمود الفقري في وضع أقرب للمثالية، مما يقلل التآكل والضغط الناتج عن الاستخدام غير المتوازن.
:التناسق بين الجزء العلوي والسفلي من الجسم
شد البطن لا يحسّن فقط مركز الجسم (Core)، بل يساعد أيضًا في تناغم الحركة بين الجزء العلوي والسفلي من الجسم. بعد العملية، يُلاحظ لدى الكثير من الأشخاص تحسن في تناسق الأكتاف، واستقامة الرقبة، وتوزيع الوزن على القدمين. هذه التغيرات تدعم طريقة الجلوس الصحيحة. تقلل من العادات الخاطئة مثل الانحناء الدائم أو الميل الجانبي، التي قد تؤدي إلى مشاكل في المفاصل مع مرور الوقت.
:خاتمة
عملية شد البطن لا يُعد إجراءً تجميليًا بحتًا، بل يحمل معه فوائد صحية ملموسة على مستوى وضعية الجسم وتوازنه العام. من خلال إعادة شد عضلات البطن وتقويتها، يستعيد الجسم توازنه الداخلي. تقل الضغوط الميكانيكية على الظهر والمفاصل، ما ينعكس على صحة الشخص العامة ونمط حياته اليومي. وبالدمج بين الجراحة والأنشطة البدنية المناسبة، يمكن تحقيق توازن طويل الأمد يدعم الجسم من الداخل والخارج.
Leave a Reply